للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ؛ إِذْ قَالَ: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (١)، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ (٢) فِي شَأْنِي وَحْيًا، وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ (٣)، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ (٤) مَجْلِسَهُ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ (٥)، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ (٦)، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ (٧) مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ (٨) مِنَ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ (٩) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لِي: "يَا عَائِشَةُ، احْمَدِي اللَّهَ؛ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ"، فَقَالَتْ (١٠) لِي أُمِّي: قُومي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ (١١) الْآيَاتِ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ


(١) [يوسف: ١٨].
(٢) عليه صح.
(٣) لفظ الجلالة رقم عليه بعلامة السقوط دون رمز، وقوله: "يُبَرِّئُنِي اللَّهُ فَوَاللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح: "تُبَرِّئُنِي فَوَاللَّهِ".
(٤) رام: برح وزال من مكانه، وأكثر ما يستعمل في النفي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ريم).
(٥) زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "الوَحْيُ".
(٦) البرحاء: شدة الكرب من ثِقَل الوحي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برح).
(٧) ليتحدر: ينزل ويَقْطُر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدر).
(٨) الجمان: اللؤلؤ الصغار، وقيل: حَبٌّ يُتَّخَذُ من الفضة أمثال اللؤلؤ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جن).
(٩) سري: كُشِف عنه وأزيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).
(١٠) لأبي ذر وعليه صح: "قالت".
(١١) [النور: ١١].

<<  <  ج: ص:  >  >>