للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعُوذُ (١) الْمَطَافِيلُ (٢) وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَلكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ (٣) الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ (٤)، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا (٥)، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تنْفَرِدَ سَالِفَتِي (٦)، وَلَيُنْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ". فَقَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا قَالَ: إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ: لَا حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَقَالَ ذَوُو الرَّأْيِ مِنْهُمْ: هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ .

فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي (٧)؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أَلسْتُمْ


(١) العوذ: جمع عائذ وهي الناقة إذا وضعت وبعدما تضع أياما حتى يقوى ولدها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عوذ).
(٢) المطافيل: جمع مُطْفِل، وهي الناقة القريبة العهد بالنتاج معها طِفْلُها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طفل).
(٣) عليه صح.
(٤) بعده لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "إِنْ شَاءُوا".
(٥) "جَمُّوا" أي استراحوا من جهد الحرب. من اليونينية.
(٦) تنفرد سالفتي: السالفة: صفحة العنق ولا تنفرد عما يليها إلا بالموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلف).
(٧) لأبي ذر وعليه صح: "تَتَّهِمُونَنِي".

<<  <  ج: ص:  >  >>