للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَدَعُنَا! قَالَ: "إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ (١) ". فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ (٢) العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ (٣)، نَاتِئُ (٤) الجَبِينِ، كَثُّ (٥) اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ! يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: "مَنْ يُطِعِ (٦) اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ، أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي (٧)؟! "، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ - أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ (٨) هَذَا - أَوْ: فِي عَقِبِ هَذَا - قَوْمًا (٩) يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ (١٠) مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ (١١)، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ".


(١) أتألفهم: التألُّف المداراة والإيناس لِيَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبة فيما يصل إليهم من المال (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألف).
(٢) غائر: المراد أن عينيه داخلتان في نقرتهما غير جاحظتين. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ١٤٠).
(٣) الوجنتين: مثنى الوجنة وهي أعلى الخد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وجن).
(٤) عليه صح. ناتئ: مرتفع يقال: نتأ: إذا خرج عن موضعه وارتفع عن مكانه من غير أن يبين. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (٣/ ١٢٠).
(٥) كث: الكثافة في اللحية أن تكون غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثافة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثث).
(٦) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يُطِيعُ"، وبعده صح.
(٧) لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا تَأْمَنُونَنِي".
(٨) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "صِئْصِئِ" بالصاد المهملة. ضئضئ: أصل، والمراد: أن يخرج من نسله وعقبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضأضأ).
(٩) عليه صح.
(١٠) يمرقون: يخرجون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرق).
(١١) الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك، والمراد هنا: الهدف الذي يرمى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمى).
* [٣٣٤٦] [التحفة: خ م د س ٤١٣٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>