كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦٠ - باب فضائل أصحاب النبي ﷺ - ٦٧ - باب إسلام عمر بن الخطاب ﵁ - ج: 5 - ص: 124

قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ (١): أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا (٢)، وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا (٣)، وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ (٤) وَأَحْلَاسِهَا (٥)، قَالَ عُمَرُ: صَدَقَ، بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ (٦) آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ (٧)، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (٨)، فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ (٧)، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا (٩) أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ.

• [٣٨٥٦] حدثني (١٠) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: لَوْ (١١) رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ

---

(١) لأبي ذر وعليه صح: "قالت".
(٢) إبلاسها: تحيرها ودهشها (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بلس).
(٣) على حاشية البقاعي: "أنساكها"، ونسبه لنسخة.
إنكاسها: انقلابها (انظر: هدي الساري) (ص ١٩٩).
(٤) بالقلاص: جمع قلوص، وهي الناقة الشابة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلص).
(٥) أحلاسها: جمع حِلْسٍ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب. والمراد: ثيابها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلس).
(٦) قبله لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح مرتين: "نائم".
(٧) لأبي ذر عن الكشميهني: "يَصِيح".
(٨) لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّه".
(٩) نشبنا: لبثنا (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشب).
* [٣٨٥٥] [التحفة: ١٠٥٢٩]
(١٠) عليه صح.
(١١) عليه صح، وليس عند أبي ذر.