كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦٠ - باب فضائل أصحاب النبي ﷺ - ٧٧ - باب هجرة النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة - ج: 5 - ص: 148

• [٣٨٩٥] وَقال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ (١)، إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ".

• [٣٨٩٦] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ ﵂ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى بَلَغَ (٢) بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ (٣) وَهْوَ: سَيِّدُ الْقَارَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمي فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي. قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ (٤): فَإِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ (٥) وَلَا يُخْرَجُ (٥)، إِنَّكَ (٦) تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ (٧)، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ (٨)، وَتَقْرِي (٩) الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ (١٠) الْحَقِّ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ، ارْجِعْ (١١) وَاعْبُدْ رَبَّكَ

---

(١) بعده على حاشية البقاعي: "خليلا" ونسبه لنسخة.
* [٣٨٩٥] [التحفة: خ م ت س ٤١٤٥]
(٢) قبله لأبي ذر وعليه صح: "إذا".
(٣) لأبي ذر وعليه صح: "دُغُنَّةِ"، ولأبي ذر وعليه صح: "الدُّغُنَّةِ".
(٤) لأبي ذر وعليه صح: "الدُّغُنَّة".
(٥) عليه صح.
(٦) للمستملي والكشميهني: "أَنْتَ".
(٧) لأبي ذر عن الكشميهني: "الْمُعْدِمَ".
(٨) تحمل الكل: من الأثقال والحوائج المهمة والعيال، وكل ما يتكَلَّف به ويثقل حمله فهو كَلٌّ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص ٥٠٩).
(٩) تقري: قريت الضيف: أطعمته، والقِرى: ما يهيأ للضيف من طعام ونزل. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ١٨١).
(١٠) نوائب: جمع نائبة، وهي ما ينوب الإنسان، أي: ينزل به من المهمات والحوادث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوب).
(١١) لأبي ذر وعليه صح: "فَارْجِعْ".