كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦١ - باب غزوة العشيرة أو العسيرة - ٧ - باب قتل أبي جهل - ج: 5 - ص: 198

أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ (١) قُرَيْشٍ فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ (٢) مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ (٣) ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ (٤) فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا (٥) ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى (٦) يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ (٧) الرَّكِيِّ (٨) فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: "يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ " قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا (٩)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (١٠) ﷺ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ".

---

(١) صناديد: هم أشراف القوم وعظماؤهم ورؤساؤهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صند).
(٢) طوي: بئر مطوية بالحجارة، والجمع: أطواء. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٣٢٣).
(٣) عليه صح.
بالعرصة: هي كل موضع واسع لا بناء فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرص).
(٤) براحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(٥) رحلها: الرحل: كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير. (انظر: المصباح المنير، مادة: رحل).
(٦) عليه صح.
(٧) لأبي ذر عن الكشميهني: "شَفِيرِ".
(٨) الركي: البئر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركا).
(٩) لأبي ذر عن الكشميهني: "فيها".
(١٠) قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر: "النبيُّ" وعليه صح.