كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦١ - باب غزوة العشيرة أو العسيرة - ٩ - باب - ج: 5 - ص: 207

رَكْعَتَيْنِ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَزِدْتُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا (١)، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْشَأَ (٢) يَقُولُ (٣):

فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا … عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ للَّهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ … يُبَارِكْ عَلَى (٤) أَوْصَالِ (٥) شِلْوٍ (٦) مُمَزَّع (٧)

ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ (٨) عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا (٩) الصَّلَاةَ، وَأَخْبَر (١٠) أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا (١١) خَبَرَهُمْ، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ - حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ - أَنْ يُؤْتَوْا

---

(١) بددا: متفرقين في القتل واحدا بعد واحد من التبديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدد).
(٢) أنشأ: ابتدأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشأ).
(٣) قوله: "ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر: "وقال".
(٤) رقم عليه نسخة، وفي نسخة: "فِي" وعليه صح.
(٥) أوصال: أعضاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).
(٦) شلو: جسد. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ٢٥٣).
(٧) ممزع: مقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مزع).
(٨) لأبي ذر عن الحموي، والمستملي، والأصيلي: "سَرْوعة".
(٩) صبرا: القتل صبرًا: هو أن يُمسك شيء من ذوات الروح حيًّا ثم يُرمى بشيء حتى يموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبر).
(١٠) بعده لابن عساكر: "يعني: النبيَّ ﷺ".
(١١) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُصيب".