كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦١ - باب غزوة العشيرة أو العسيرة - ٢٩ - باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة - ج: 5 - ص: 273

أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ، فَقَالَ: "أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الصُّحْبَةَُ (١)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "الصُّحْبَةَُ (١) "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي نَاقَتَانِ قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ، فَأَعْطَى النَّبِيَّ ﷺ إِحْدَاهُمَا؛ وَهِيَ الْجَدْعَاءُ (٢)، فَرَكِبَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ؛ وَهُوَ بِثَوْرٍ (٣) فَتَوَارَيَا فِيهِ، فَكَانَ (٤) عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ - أَخُو (٥) عَائِشَةَ لِأُمِّهَا - وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ (٦)، فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِمْ وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ (٧) إِلَيْهِمَا، ثُمَّ يَسْرَحُ فَلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّعَاءِ (٨)، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ حَتَّى قَدِمَا (٩) الْمَدِينَةَ، فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ.

• [٤٠٨٣] وَعَنْ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ

---

(١) عليه صح، وضبطه بفتح آخره وضمه، وكتب عليه (معًا).
(٢) الجدعاء: مقطوعة الأطراف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدع).
(٣) بثور: جبل ضخم، يقع جنوب مكة، يرى من عمرة التنعيم، فيه في الشمال غار ثور المشهور. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٨٤).
(٤) لأبي ذر وعليه صح: "وكان"، وعليه صح.
(٥) لأبي ذر عن الكشميهني: "أَخِي".
(٦) منحة: ناقة أو شاة أو بقرة، منحت له ينتفع بلبنها ووبرها وصوفها مدة، ثم يصرفها إلى صاحبها. (انظر: مشار الأنوار) (١/ ٣٨٤).
(٧) عليه صح.
فيدلج: يسير من آخر الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلج).
(٨) الرعاء: جمع راع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رعى).
(٩) لأبي ذر وعليه صح: "قَدِمَ".
* [٤٠٨٢] [التحفة: خ ١٦٨٣٢]