كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦١ - باب غزوة العشيرة أو العسيرة - ٣٠ - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - ج: 5 - ص: 279

وَالْأَنْصَارُ (١). فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ! جَاءَ النَّبيُّ ﷺ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: "ادْخُلُوا وَلَا تَضَاغَطُوا (٢) "، فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: "كُلِي هَذَا وَأَهْدِي (٣)؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ".

• [٤٠٩٢] حدثني (٤) عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ﵄ قَالَ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ ﷺ خمَصًا (٥) شَدِيدًا، فَانْكَفَأْتُ (٦) إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا (٧) فِيهِ صَاعٌ (٨) مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ (٩) فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتِ

---

(١) عليه صح، وليس عند ابن عساكر في نسخة، وأبي ذر.
(٢) تضاغطوا: تضايقوا. (انظر: هدي الساري) (ص ١٥٥).
(٣) رسمها أيضًا بألف الوصل، وعلى الألف صح صح. في غير فرع على الألف صاد الوصل، وهمزة القطع معا، وعليهما تصحيحان. وعلى الثاني اقتصر القسطلاني. كتبه مصححه.
* [٤٠٩١] [التحفة: خ ٢٢١٦]
(٤) عليه صح.
(٥) خمصا: جوعا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).
(٦) فانكفأت: انكفأ: مال ورجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).
(٧) جرابا: وعاء من جلد. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ١٤٤).
(٨) صاع: هو مكيال مقداره: ٢،٠٤ كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص ٣٧).
(٩) داجن: الدَّاجِنُ: هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دجن).