للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً (١) فِي بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: "ضَعْهَا"، ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَالَ: "ادْعُ لِي رِجَالًا - سَمَّاهُمْ - وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ"، قَالَ: فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا الْبَيْتُ غَاصٌّ (٢) بِأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَيْسَةِ، وَتَكَلَّمَ بِهَا (٣) مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَقُولُ لَهُمُ: "اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ"، قَالَ: حَتَّى تَصَدَّعُوا (٤) كُلُّهُمْ عَنْهَا، فَخَرَجَ مِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ وَبَقِيَ نَفَر يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: وَجَعَلْتُ أَغْتَمُّ (٥) ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ نَحْوَ الْحُجُرَاتِ، وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِه (٦) فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ قَدْ ذَهَبُوا، فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَإِنِّي لَفِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ (٧) النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ (٨) وَلَكِنْ إِذَا


(١) حيسة: الحيس: الطعام المتخَذ من التَّمْر والأَقِط والسَّمْن، وقد يُجعل عِوَضَ الأَقِط الدقيق، أو الفَتِيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيس).
(٢) غاص: غص الموضع بالناس: إذا امتلأ بهم. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ١٣٧).
(٣) عليه صح. وقوله: "وَتَكَلَّمَ بِهَا مَا شَاءَ" لأبي ذر وعليه صح: "وَتَكَلَّمَ مَا شَاءَ".
(٤) تصدعوا: تفرقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدع).
(٥) أغتم: أصابني الغم لتأذي النبي بالذين قعدوا يتحدثون في بيته واستحيائه منهم. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ١٣٦).
(٦) "إِثْره" كذا هو غير مضبوط في اليونينية، وضبط في بعض النسخ المعتمدة بيدنا بكسر الهمزة، وسكون المثلثة. اهـ مصححه.
(٧) كذا بالضبطين، فقرأ بضم الباء أبو جعفر، وأبو عمرو ويعقوب، وورش، وحفص، وقرأ الباقون بكسر الباء. (انظر: النشر في القراءات العشر) (٢/ ٢٢٦).
(٨) بعده لأبي ذر وعليه صح: "إِلَى قولِهِ: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ ".
ناظرين إناه: منتظرين نضجه وبلوغه، وقيل: وقته. (انظر: غريب القرآن) لقاسم الحنفي (ص ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>