كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٧٢ - كتاب الطب - ١٩ - باب تمني المريض الموت - ج: 7 - ص: 348

أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ (١) فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ".

• [٥٦٧٣] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ (٢) الْجَنَّةَ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا (٣)، إِلَّا أَنْ يتغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ (٤)، فَسَدِّدُوا (٥) وَقَارِبُوا (٦)، وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ (٧) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ" (٨).

• [٥٦٧٤] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَيَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ".

---

(١) لأبي ذر وعليه صح: "لَيُؤْجَرُ".
* [٥٦٧٢] [التحفة: خ م س ٣٥١٨].
(٢) قوله: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ" على حاشية البقاعي: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا بعَمَلِهِ" ونسبه لنسخة.
(٣) "قال: لا، ولا أنا" هكذا في بعض النسخ المعتمدة بأيدينا، وفي بعضها وكذا في القسطلاني سقوط "لا" التي بعد "قال".
(٤) قوله: "بفضلٍ ورحمةٍ" لأبي ذر عن المستملي: "بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ".
(٥) فسددوا: اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدد).
(٦) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَقَرَّبُوا".
(٧) للكشميهني: "ولا يتَمَنَّ".
(٨) عليه صح.
* [٥٦٧٣] [التحفة: خ م ١٢٩٣٣]
* [٥٦٧٤] [التحفة: خ م ت سي ١٦١٧٧]