للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْجَاهِلِيَّةِ لَا نَعُدُّ النِّسَاءَ شَيْئًا، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ وَذَكَرَهُنَّ اللَّهُ رَأَيْنَا لَهُنَّ بِذَلِكَ (١) عَلَيْنَا (٢) حَقًّا مِنْ غَيْرِ أَنْ نُدْخِلَهُنَّ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِنَا، وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتِي كَلَامٌ فَأَغْلَظَتْ لِي، فَقُلْتُ لَهَا: وَإِنَّكِ لَهُنَاكِ؟ قَالَتْ: تَقُولُ هَذَا لِي وَابْنَتُكَ تُؤْذِي النَّبِيَّ (٣) ، فَأَتَيْتُ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي أُحَذِّرُكِ أَنْ تَعْصِي (٤) اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهَا فِي أَذَاهُ فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ لَهَا، فَقَالَتْ: أَعْجَبُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، قَدْ دَخَلْتَ فِي أُمُورِنَا فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَأَزْوَاجِهِ؟ فَرَدَّدَتْ (٥)، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذَا غَابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَشَهِدْتُهُ أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونُ، وَإِذَا غِبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَشَهِدَ أَتَانِي بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَكَانَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ قَدِ اسْتَقَامَ لَهُ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَلِكُ غَسَّانَ بِالشَّامِ كُنَّا نَخَافُ أَنْ يَأْتِينَا، فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا (٦) بِالْأَنْصَارِيِّ وَهُوَ يَقُولُ (٧): إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، قُلْتُ لَهُ: وَمَا هُوَ أَجَاءَ الْغَسَّانِيُّ؟ قَالَ: أَعْظَمُ مِنْ ذَاكَ، طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ (٨) نِسَاءَهُ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبُكَاءُ مِنْ حُجَرِهَا (٩) كُلِّهَا (١٠)، وَإِذَا النَّبِيُّ قَدْ صَعِدَ


(١) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِذَاكَ".
(٢) عليه ضبة.
(٣) لأبي ذر وعليه صح: "رَسولَ اللَّهِ".
(٤) قوله: "أن تعصي". لأبي ذر عن الكشميهني: "أن تُغْضِبِي".
(٥) لأبي ذر عن الكشميهني: "فَرَدَّتْ".
(٦) رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
(٧) قوله: "فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول" للكشميهني: "فَمَا شَعَرْتُ بالأَنْصَارِي إِلَّا وهو يقول".
(٨) قوله: "رسول اللَّه" لأبي الوقت: "النبيُّ".
(٩) عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني: "حُجَرِهِنَّ".
(١٠) عليه صح.

<<  <  ج: ص:  >  >>