للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ: "هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ (١) قَاتَلَ الرَّجُلُ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، وَكَثُرَتْ (٢) بِهِ الْجِرَاحُ فَأَثْبَتَتْهُ (٣)، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ (٤) الَّذِي تَحَدَّثْتَ (٥) أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، قَدْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ فَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ : "أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَرْتَابُ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا فَانْتَحَرَ بِهَا، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، قَدِ انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ (٦): لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ".

[٦٦١٥] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ (٧)، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ


(١) "الْقِتَالُ" هكذا في بعض النسخ التي بأيدينا بالرفع، وفي بعضها بالنصب، وجوَّزه القسطلاني، ولم يضبطها هنا في اليونينية؛ نعم ضبطها في المغازي بالرفع مصححًا عليه. اهـ.
(٢) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَكَثُرَتْ".
(٣) فأثبتته: حبستْهُ وجعلتْهُ ثابتًا في مكانه لا يفارقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثبت).
(٤) زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "الرَّجُلَ".
(٥) لأبي ذر وعليه صح: "تُحَدِّثُ".
(٦) بعده على حاشية البقاعي: "في الناس" ونسبه لنسخة.
* [٦٦١٤] [التحفة: خ م ١٣٢٧٧]
(٧) لأبي ذر وعليه صح: "سَهْلِ بنِ سَعْدٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>