للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَذَكَرَا مَا تَمَالَى (١) عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالَا: أَيْنَ تُرِيدُونَ، يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ (٢) بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ (٣)، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: يُوعَكُ (٤)، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ (٥) الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ (٦) مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا (٧) مِنْ أَصْلِنَا، وَأَنْ يَحْضُنُونَا (٨) مِنَ الْأَمْرِ، فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَكُنْتُ زَوَّرْتُ (٩) مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ (١٠)


(١) لأبي ذر وعليه صح: "ما تَمَالَأَ".
تمالى: اجتمع وتعاون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملأ)
(٢) مزمل: من التزميل: وهو التغطية بالثياب ولف الجسم بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زمل).
(٣) بين ظهرانيهم: في وسطهم، مُتمكنًا بينهم، لا في أطرافهم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (٣/ ٣٦٠).
(٤) يوعك: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعك).
(٥) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَعاشِرَ".
(٦) دفت دافة: جاءت جماعة. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (١/ ٦٨).
(٧) يختزلونا: يقتطعونا ويذهبوا بنا منفردين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزل).
(٨) عليه صح صح. وبعده لأبي ذر عن المستملي: "أي يُخْرِجُونَا. قاله أبو عُبَيْدٍ".
(٩) قبله لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ".
زورت: هيأت وأصلحت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زور).
(١٠) لأبي ذر عن الكشميهني: "أَرَدْتُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>