للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُحَكَّكُ (١) وَعُذَيْقُهَا (٢) الْمُرَجَّبُ (٣)، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَكَثُرَ اللَّغَطُ (٤)، وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ (٥) مِنَ الاِخْتِلَافِ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؛ فَبَسَطَ يَدَهُ، فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَتْهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْنَا (٦) عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ عُمَرُ: وَإِنَّا وَاللَّهِ، مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا (٧) مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ (٨) عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ؛ فَيَكُونُ فَسَادٌ (٩)، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُتَابَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ؛ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا.


(١) المحكك: أراد أنه يُسْتَشْفَى برأيه كما تَسْتَشْفِي الإبل الجَرْبَى باحتكاكها بالعود المُحَكَّك، وهو الذي كَثُرَ الاحتكاك به، وقيل: أراد أنه شديد البأس صُلْب المَكْسَر كالِجذْل المُحَكَّك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حكك).
(٢) عذيقها: العذْق: النخلة. والمقصود هنا نوع من التمر. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ٧١).
(٣) المرجب: الرجبة: هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها؛ لطولها وكثرة حملها أن تقع. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: رجب).
(٤) اللغط: صوت وضَجَّة لا يُفهَم معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لغط).
(٥) فرقت: الفرق: الخوف والفزع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرق).
(٦) نزونا: وثبنا. (انظر: فتح الباري) (١٢/ ١٥٣).
(٧) "فِيمَا حَضَرْنَا" هي بسكون الراء في بعض النسخ المعتمدة بيدنا وبفتحها في بعض آخر وكل له وجه كما في القسطلاني.
(٨) لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي: "تَابَعْنَاهُمْ".
(٩) لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي: "فَسَادًا".
* [٦٨٣٨] [التحفة: ع ١٠٥٠٨]

<<  <  ج: ص:  >  >>