كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٨ - كتاب الصلاة - ٤٨ - باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد؟ - ج: 1 - ص: 480

• [٤٣٢] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ (١) قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلَ أَعْلَى (٢) الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فيهِمْ أَرْبَعَ (٣) عَشْرَةَ (٤) لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي (٥) السُّيُوفِ، كَأَنِّي (٦) أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ (٧) وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ (٨) أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ (٩) الْغَنَمِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلأٍ مِنْ (١٠) بَنِي النَّجَّارِ، فَقَالَ: "يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي (١١) بِحَائِطِكُمْ هَذَا"، قَالُوا: لَا وَاللَّهِ، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ (١٢) أَنَسٌ: فكانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ: قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَفِيهِ خَرِبٌ (١٣)، وَفِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ (١٤)، ثُمَّ بِالْخَرِبِ (٨)

---

(١) بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".
(٢) للأصيلي: "في أعلى".
(٣) لأبي ذر، والحموي والمستملي: "أربعا".
(٤) كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، وابن عساكر، وفي نسخة، وأبي الوقت: "وعشرين".
(٥) لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر: "متقلدين".
(٦) لأبي ذر: "فكأني".
(٧) عليه صح صح.
(٨) عليه صح.
(٩) مرابض: جمع مِرْبض، وهو مأوى الغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربض).
(١٠) ليس عند أبي الوقت، و (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
(١١) ثامنوني: قَرِّرُوا معي ثمنَهُ وبِيعُونِيهِ بالثمن. (النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمن).
(١٢) عند (عط)، وابن عساكر: "قال".
(١٣) عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "خِرَبٌ".
(١٤) فنبشت: نبشَ الشيءَ: استخرجه بعد الدفن. (انظر: لسان العرب، مادة: نبش).