للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَأَلْتُكَ: أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ (١) تُخَالِطُ (٢) بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ (٣)، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ: بِمَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ (٤) أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي (٥) أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ (٦) لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ (٧)، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةَ (٨) إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (٩) إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ (١٠) عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ


(١) في نسخة: "حتى" من غير اليونينية.
(٢) للكشميهني في نسخة: "يخالط". وللحموي، والمستملي: "يخالط بَشاشَةَ القُلوبِ".
(٣) بشاشته القلوب: أنسه ولطفه (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ١٠١).
(٤) لابن عساكر في نسخة وعليه صح: "ولم".
(٥) لأبي الوقت: "أنني".
(٦) لتجشمت: تجشَّمتُ الأمر: إذا تكلفته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جشم).
(٧) للأصيلي، وابن عساكر، ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي، ولأبي الوقت: "قدميه".
(٨) لأبي الوقت، ولأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر وعليه صح: "مع دِحْيةَ".
(٩) للأصيلي في نسخة، ولابن عساكر: "محمد بن عبد اللَّه رسول اللَّه".
(١٠) مَعناهُ: سَلِمَ مِن عذابِ اللَّه مَنْ أَسْلَمَ، فليس المرادُ به التحيَّةَ وإنْ كان اللَّفْظُ يُشْعِرُ به؛ لأنَّه لم يُسْلِم، فليس هو ممَّن اتَّبعَ الهدى. القابسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>