كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٧ - باب التيمم - ٥ - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء - ج: 1 - ص: 424

أَسْرَيْنَا (١)، حَتَّى كُنَّا (٢) فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعْنَا وَقْعَةً (٣)؛ وَلَا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا، فَمَا (٤) أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ (٥) أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلَانٌ ثُمَّ فُلَانٌ ثُمَّ فُلَانٌ - يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ، فَنَسِيَ عَوْفٌ - ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ (٦) حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ؛ لِأَنَّا لَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ، وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا (٧)، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ (٨) النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ، قَالَ (٩): "لَا ضَيْرَ - أَوْ: لَا يَضِيرُ - ارْتَحِلُوا" فَارْتَحَلَ (١٠)، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ (١١) مِنْ صَلَاتِهِ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ: "مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ؟ " قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ، قَالَ:

---

(١) أسرينا: سرنا ليلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرا).
(٢) "حتى إذا كنا": أثبت في اليونينية "إذا" بين السطور وعليها ابن عساكر، ثم ضرب عليها بالحمرة، وتناقلتها الفروع بصورتها، وأثبت "إذا" في القسطلاني من غير تنبيه على الضرب. كتبه مصححه.
(٣) وقعنا وقعة: أي نمنا نومة، كأنهم سقطوا عن الحركة. (انظر: عمدة القاري) (٤/ ٢٧).
(٤) لابن عساكر: "وما".
(٥) لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي: "فكان".
(٦) لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط): "نُوقِظْه".
(٧) جليدا: قَوِيًّا في نفسه وجسمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلد).
(٨) لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت: "لصوته".
(٩) لابن عساكر: "فقال".
(١٠) لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر: "فارتحَلُوا". وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر، والأصيلي.
(١١) انفتل: الانفتال: الانصراف. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (٢/ ٢٧).