للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ" ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلَانًا - كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ، نَسِيَهُ (١) عَوْفٌ - وَدَعَا عَلِيًّا، فَقَالَ: "اذْهَبَا (٢) فَابْتَغِيَا (٣) الْمَاءَ" فَانْطَلَقَا فَتَلَقَّيَا (٤) امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ (٥) - أَوْ: سَطِيحَتَيْنِ (٦) - مِنْ مَاءٍ (٧) عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَنَفَرُنَا خُلُوفًا (٨)، قَالَا لَهَا: انْطَلِقِي إِذَنْ، قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَا: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَتِ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الصَّابِئُ! قَالَا: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ (٩) ، وَحَدَّثَاهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا، وَدَعَا النَّبِيُّ بإِنَاءٍ فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَتَيْنِ - أَوْ: سَطِيحَتَيْنِ (١٠) - وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ الْعَزَالِيَ (١١)، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ (١٢)، وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ، وَكَانَ آخِرُ (١٣) ذَاكَ (١٤) أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: "اذْهَبْ


(١) لابن عساكر: "ونسيه".
(٢) عليه صح.
(٣) كذا للأصيلي ورقم عليه لـ (ح). وللأصيلي: "فَابْغِيا". وجعله في حاشية البقاعي لابن عساكر.
(٤) في حاشية البقاعي: "فَلقِيَا" ونسبه لنسخة.
(٥) مزادتين: مثنى مزادة: وهي ما زيد فيه جلد ثالث بين جلدتين ليتسع، وقيل: القربة، وقيل القربة الكبيرة التي تحمل على الدابة. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٣١٤).
(٦) سطيحتين: مثنى سطيحة: وهي إناء من جلود. (انظر: هدي الساري) (ص ١٣٨).
(٧) سقط: "من ماء" عند ابن عساكر.
(٨) عليه صح. ولـ (عط)، والأصيلي وعليه صح: "خُلوف".
(٩) لأبي ذر، وأبي الوقت: "رسولِ اللَّه".
(١٠) للأصيلي، وابن عساكر: "السطيحتين".
(١١) العزالي: فم المزادة الأسفل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزل).
(١٢) كذا لابن عساكر. وعند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، و (عط)، وابن عساكر، وعليه صح: "مَن سَقى".
(١٣) بالضبطين معًا.
(١٤) للأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح: "ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>