كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

١ - كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ؟ - ج: 1 - ص: 183

يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا (١)، لَيْتَنِي (٢) أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟! " قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا (٣)، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ (٤) وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ (٥) الْوَحْيُ.

• [٤] قال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: "بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَرُعِبْتُ (٦) مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي (٧) "؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (٨): ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (٩) (١) قُمْ

---

(١) لأبي ذر عن الحموي، وللأصيلي: "جذعٌ".
جذعًا: الشاب الفتي، وهو من الإبل ما دخل في السَّنَة الخامسة، ومن البَقر والمَعْز ما دخل في السَّنَة الثَّانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تَمَّت له سَنَةٌ، وقيل: أقل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذع).
(٢) للأصيلي: "يا ليتني" وعليه صح.
(٣) مؤزرا: بالغًا شديدًا. من الأزْر وهو القوة والشدة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أزر).
(٤) ينشب: يلبث. (انظر: لسان العرب، مادة: نشب).
(٥) فتر: الفترة: التأخر مدة من الزمان. (انظر: هدي الساري) (ص ٢٧).
* [٣] [التحفة: خ م ١٦٧٠٦]
(٦) للأصيلي: "فَرَعُبْتُ". أي: من باب كرم.
(٧) لأبي ذر، وأبي الوقت: "زملوني زملوني" وعليه صح.
(٨) لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت: "﷿".
(٩) المدثر: أي: المتغطَّي بما يتدفأ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دثر).