كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

١ - كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ؟ - ج: 1 - ص: 191

أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمًا (١) خَبِيثَ النَّفْسِ، فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ (٢): قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ، قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ (٣): وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ (٤) الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ، فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ قَالُوا: لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ، وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا (٥) مَنْ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ، فَبَيْنَمَا (٦) هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَال: اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا؟ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ، وَسَأَلَهُ عَنِ الْعَرَبِ فَقَالَ: هُمْ يَخْتَتِنُونَ (٧)، فَقَالَ هِرَقْلُ: هَذَا مُلْكُ (٨) هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ، ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ (٩) - وَكَانَ نَظِيرَهُ (١٠) فِي الْعِلْمِ، وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ، فَلَمْ يَرِمْ (١١) حِمْصَ حَتَّى

---

(١) كذا لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت في نسخة.
(٢) بطارقته: جمع بِطريق، وهو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم، وهو ذو منصب وتقدُّم عندهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطرق).
(٣) بالظاء المنقوطة عند ابن عساكر في الموضعين.
(٤) لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح: "مُلْكَ".
(٥) لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت: "فليقتلوا".
(٦) لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت: "فبينا هم".
(٧) كذا لابن عساكر. و"مُخْتَتِنُونَ" عليه صح لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة.
(٨) رواه القابسي بالفتح ثم بالكسر، وكلا الضبطين في الفرع للأصيلي، ورواه أبو ذر عن الكشميهني وحده: "يملك" بالمضارع.
(٩) كتب فوقه: "خف". ولابن عساكر وعليه صح: "بالرومية".
(١٠) للأصيلي، وابن عساكر. وفي نسخة: "وكانَ هرقلُ نظيرَه".
(١١) يرم: يبرح ويفارق. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٣٠٤).