للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صدقة يتقربون بها إلى الله ويذكرون عليها اسم الله، وذلك لأنهم كانوا يصابون في الماضي ببعض الأمراض والمصائب والفتن التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة، فيذبحون عن كل فرد منا شاة، سواء كان فقيرا أو غنيا، اعتقادا منهم أنها تدفع عنهم هذه الأمراض والمصائب، وعند تأخيرهم لهذه الذبائح عن وقتها يزورهم بعض الشك أن سبب إصابتهم بالمرض هو تأخير لهذه الذبائح، مع أن البعض يعلم أن الأمراض لا يأتي بها إلا الله ولا يرفع الضر إلا الله، وأنها لا تحميهم من أمر الله، ولكن يطرأ عليهم بعض الشك، فكانوا يذبحونها كل سنة وقد يتأخر بعضهم عن صلاة الجمعة، والبعض الآخر يحضر ويقومون بدعوة المصلين للحضور من أجل أكل الذبائح. ما حكم عملهم هذا، وما الواجب عليهم. حفظكم الله؟

ج ١: ذبح الذبائح كل سنة في موعد محدد لاعتقاد أن ذبحها يحصل به دفع البلاء عن البلد - هو عمل محرم وبدعة واعتقاد فاسد، وهو وسيلة إلى الشرك، وإن ذكر عليها اسم الله ولو سمي صدقة.

وإن كانت تذبح لغير الله من الجن والشياطين لأجل دفع شرهم - فهو شرك أكبر يخرج من الملة، فالواجب التوبة إلى الله وترك هذه العادة، والتوكل على الله وحده: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (١) .


(١) سورة التوبة الآية ٥١

<<  <  ج: ص:  >  >>