للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتوى رقم (١٥٥٠٩)

س: هل يجوز زيارة قبور غير المسلمين، وقد أجاز الله لنبيه أن يزور قبر أمه بعد علمه أنها من أصحاب الجحيم، وكيف الجمع بين ذلك وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مررتم بديار المعذبين فاركعوا) ؟

ج: زيارة القبور مشروعة مطلقا، ولكن زيارة قبور المسلمين تكون للدعاء لهم والاستغفار والاتعاظ؛ لما ثبت في حديث بريدة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية (١) » .

وأما زيارة قبور غير المسلمين فتكون للاتعاظ والاعتبار، ولهذا لما استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم – ربه أن يزور قبر أمه أذن له، ولما استأذنه أن يستغفر لها نهاه. رواه مسلم في (صحيحه) .

وأما ما ذكر من الحديث في السؤال فالمحفوظ ما في (الصحيحين) عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم – لما مر على ديار ثمود قال: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن


(١) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٥) ، سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٠) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٤٧) ، مسند أحمد (٥/٣٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>