للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج: الثابت ما ورد في (الصحيحين) وغيرهما عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر الحديث، في شأن الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب: «هم الذين لا يتطيرون، ولا يكتوون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون (١) » الحديث وهذا لفظ البخاري (ج ٧ ص ٢٦) ، وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) عن ابن مسعود (ج ١ ص ٤٠١، ٤٠٣) بنحوه.

أما ما ورد في رواية مسلم وغيره "ولا يرقون " فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يرقون"، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن الرقى-: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه (٢) » ، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا (٣) » ، وقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ورقى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه.

ومعنى "لا يسترقون" أي: لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم؛ لأن طالب الرقية من الراقي فيه نوع من التعلق بالراقي وسؤاله، لا سيما أن المريض يتشبث فيما يظنه سببا لشفائه بخيوط العنكبوت،


(١) أحمد ١\٢٧١، والبخاري ٧\١٦، ٢٦، ١٨٣، ١٩٩ ومسلم ١\١٩٩ -٢٠٠، ٢٠٠ رقم (٢٢٠) ، والترمذي ٤\٦٣١ برقم (٢٤٤٦) ، والبغوي ١٥\١٣٦ برقم (٤٣٢٢) .
(٢) صحيح مسلم السلام (٢١٩٩) ، مسند أحمد (٣/٣١٥) .
(٣) صحيح مسلم السلام (٢٢٠٠) ، سنن أبي داود الطب (٣٨٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>