للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنها مؤمنة (١) » حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه.

وهذا الحديث وغيره مما هو في معناه من أدلة الكتاب والسنة يدل على إثبات صفة العلو لله تعالى، وأنه سبحانه في السماء، كما قال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (٢) الآية. ومعنى في السماء العلو، وأنه سبحانه فوق كل شيء وفوق العرش الذي هو سقف المخلوقات، كما قال الله سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٣) ، وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (٤) .

أما اكتفاؤه صلى الله عليه وسلم من الجارية بذلك للحكم بإيمانها فهو دليل على أن أمر الإيمان والشهادة به يجري على الظاهر، فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن تلك الأمة بالإيمان الظاهر الذي علقت به الأحكام الظاهرة، وذلك ما لم يحدث من جرى ظاهره على الإيمان حدثا يوجب خروجه من مسماه.


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٧) ، سنن النسائي السهو (١٢١٨) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (٣٢٨٢) ، مسند أحمد (٥/٤٤٩) ، موطأ مالك العتق والولاء (١٥١١) .
(٢) سورة الملك الآية ١٦
(٣) سورة طه الآية ٥
(٤) سورة الأعراف الآية ٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>