للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} (١) ، وليس الحي كالحي، بل لكل منهما في الخارج ما يخصه، وسمى أحد ابني إبراهيم حليما وابنه الآخر عليما عليهم الصلاة والسلام، كما سمى نفسه عليما حليما، ولم يلزم من ذلك التمثيل؛ لأن لكل مسمى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان، وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير، وسمى نفسه سميعا بصيرا، فقال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٢) ، وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا، فقال: {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٣) ، ولم يلزم التمثيل؛ لأن لكل مسمى ما يخصه ويتميز به عن الآخر كما تقدم إلى أمثال ذلك.

ومن ذلك أن الله وصف نفسه بالعلم، فقال: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (٤) ، ووصف بعض عباده بالعلم فقال: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (٥)


(١) سورة الأنعام الآية ٩٥
(٢) سورة النساء الآية ٥٨
(٣) سورة الإنسان الآية ٢
(٤) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٥) سورة الإسراء الآية ٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>