للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفاد القصر، فملاحظ ذلك في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (١) ، فتفيد الآية قصر الأسماء الحسنى على الله، وعدم جواز تسمية الخلق بها. فهل يصح هذا دليلا؟

ج ٣: ما كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ (الله) امتنع تسمية غير الله به؛ لأن مسماه معين لا يقبل الشركة، وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول الشركة كالخالق والبارئ، فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق، والبارئ من يوجد الشيء بريئا من العيب، وذلك لا يكون إلا من الله وحده، فلا يسمى به إلا الله تعالى.

أما ما كان له معنى كلي تتفاوت فيه أفراد من الأسماء والصفات، كالملك والعزيز والجبار والمتكبر، فيجوز تسمية غيره بها، فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها، مثال: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} (٢) ، وقال: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (٣) ، إلى أمثال ذلك، ولا يلزم


(١) سورة الأعراف الآية ١٨٠
(٢) سورة يوسف الآية ٥١
(٣) سورة غافر الآية ٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>