للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب والسنة. فقال المجيب: من قال مثل هذا الكلام فهو إما أن يكون جاهلا جهلا مركبا، وإما أن يكون مجنونا، ولا يستبعد من أن يكون عميلا لإحدى الفرق الضالة، فإن الله تعالى عديم الصورة، وهو موجود في كل شيء وفي كل مكان، وقدرته تحيط بكل شيء، وقد جاء ذكر الله تعالى موصوفا بمثل هذه الصفات في آيات كثيرة من القرآن وفي الأحاديث النبوية الشريفة، فلا تستمع إلى مثل هذه الهراة حتى تفسد إيمانك. انتهى الجواب

وبما أن هذا الجواب جواب باطل مخالف للكتاب والسنة وإجماع أهل السنة سلفا وخلفا، وللعقيدة الصحيحة، لأنه يتضمن مذهب الحلول - أي أن الله حال في كل مكان حتى المواضع القذرة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - وكذلك يتضمن هذا الجواب تعطيل الله من صفاته العظيمة التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم من علوه على خلقه، واستوائه على عرشه، وأنه بائن من خلقه سبحانه وتعالى، ليس في خلقه شيء من ذاته سبحانه ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه موصوف بأن له يدا ورجلا وقدما وساقا، وأن له وجها ويدين وعينين إلى غير ذلك من صفات كماله

<<  <  ج: ص:  >  >>