الذين هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور، ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة والنصرة، والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله. انتهى كلامه رحمه الله.
خامسا: إذا علم ما تقدم، فإن الواجب على المسلمين كافة اعتقاد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومزيتهم على غيرهم، ومحبتهم والترضي عنهم، وذكرهم بالجميل، وموالاتهم ومعاداة من يبغضهم أو يذكرهم بسوء، وأن ذلك من معاقد الإيمان وصحة الإسلام. قال الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله تعالى- في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في