بالفاتحة باعتبارها فاتحة الكتاب، ثم سورة الناس فالفلق فالإخلاص فالمسد فالنصر فالكافرون، وهكذا حتى نهاية القرآن الكريم عبر أشرطة يخصص كل شريط منها لتسجيل مقرر صف واحد، ولعل الباعث لذلك هو حرص بعض معلمي القرآن الكريم على توفير القرآن الكريم عبر أشرطة التسجيل ليكون مرافقا للطالب يقضي معه أوقات فراغه، وليكون في مقدور الأسرة مراجعة مقررات ابنها الدراسية (حين رغبتها في ذلك) ، حيث تجد أمامها قراءة مجودة مرتلة صحيحة تراعي قدرات الطلاب واستعداداتهم. وكما يعلم سماحتكم فالمدارس النظامية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وحلقات العلماء والمشائخ كلها تراعي البدء بدراسة القرآن الكريم، من السور القصيرة تدرجا تصاعديا حتى نهاية القرآن الكريم. هكذا درسنا ودرس من قبلنا، ولم نعرف - فيما نعلم - أن أحدا من العلماء الأجلاء وعبر العصور قد اعترض على هذه الطريقة، ولكن بعض الزملاء - جزاهم الله خيرا وأثناء مناقشة هذا الموضوع، قد توقف في هذه المسألة؛ معللا وجهة نظره بأن البدء بدراسة القرآن الكريم تصاعديا أمر يفرضه الواقع، وتحتمه مصلحة الدارس، ولا مجال للخيار فيه؛ حيث لا يمكن البدء بدراسة القرآن الكريم من أوله، نظرا لصعوبة ذلك، بل واستحالته، وأما التسجيل فإن الأمر فيه ليس ضروريا ولا تتوقف عليه مصلحة حتمية للدارس، وإنما هو أمر مطلوب للمساعدة فقط، وبعد مداولات ومناقشات رأينا عرض الأمر على سماحتكم