للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد حدث عندي لبس بين ما خلق الإنسان له، وما هي الأولى على الإنسان عبادة الله أو الخلافة أو كلاهما معا، وما علاقة الخلافة بالعبادة؟

ج: معنى قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (١) أي: قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ} (٢) ، وقال سبحانه: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} (٣) ، وقال: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} (٤) وغيرها من الآيات.

وأما قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٥) فمعناه: أي إلا لآمرهم بعبادتي وأبتليهم بالتكاليف، ثم أجازيهم على أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

وبمعرفة معنى الآيتين يزول الإشكال الذي توهمته. فالآية الأولى تبين أن الجنس البشري يخلف بعضه بعضا في هذه الأرض، والآية الثانية بينت الحكمة والغاية التي من أجلها خلق الله الجن


(١) سورة البقرة الآية ٣٠
(٢) سورة الأنعام الآية ١٦٥
(٣) سورة النمل الآية ٦٢
(٤) سورة الزخرف الآية ٦٠
(٥) سورة الذاريات الآية ٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>