وثبت في الأحاديث الصحاح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى موسى عليه السلام في السماء السادسة، وهو الذي كان يشير عليه بمراجعة الرب تبارك وتعالى للتخفيف من عدد الصلوات، ثبت هذا في (الصحيحين) وغيرهما.
وثبت أيضا في (صحيح مسلم) و (مسند الإمام أحمد) و (سنن النسائي) و (صحيح ابن حبان) ، من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مررت على موسى ليلة أسري عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره (١) » وكل ذلك حق يجب الإيمان به والتسليم له، وإثبات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى موسى عليه السلام في قبره يصلي، ورآه أيضا في السماء، والله على كل شيء قدير، ولا يجوز إنكار ما ثبت في النصوص الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لحيرة العقول فيه، أو قياس عالم الغيب وعالم البرزخ على عالم الشهادة، أو دعوى أن ذلك من مختلقات اليهود، فكل ذلك خطأ وضلال، وانحراف عن الصراط المستقيم.
(١) أحمد ٣\١٢٠، ١٤٨، ٢٤٨، ومسلم ٤\١٨٤٥ برقم (٢٣٧٥) ، والنسائي ٣\٢١٥، ٢١٦ برقم (٦٣١ ١ - ١٦٣٧) ، وابن أبي شيبة ١٤\٣٠٨، وأبو يعلى ٦\٧١، ٧\١٢٧ برقم (٣٣٢٥، ٤٠٨٥) ، وابن خزيمة في (التوحيد) ٢\٨٨٢ برقم (٥٩٢) ، وابن حبان ١\٢٤٢ برقم (٥٠، ٤٩) ، والبغوي ١٣\٣٥١ برقم (٣٧٦٠) .