للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرك ينافي التوحيد، وقد ثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر (١) » . فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كانت تعتقده الجاهلية في هذه الأشياء من التشاؤم بها، ونفى أن يكون لها أي تأثير. وثبت «عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ومنا أناس يتطيرون، قال: " ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم (٢) » فأخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن التشاؤم بالطيرة إنما هو شيء يجده المتطير في نفسه بسبب توهمه وخوفه وإشراكه هو لما سمعه أو رآه، ونهاهم أن تصدهم الطيرة عما يريدون من سفر أو عمل أو غير ذلك، بل عليهم أن يتوكلوا على الله سبحانه، ويمضوا فيما قصدوا من أمور حياتهم. وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من رأى ما يكره أن يقول: «اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك (٣) » رواه أبو داود.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو … نائب الرئيس … الرئيس

عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) صحيح البخاري الطب (٥٧٧١) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢٠) ، السلام (٢٢٢٣) ، سنن أبي داود الطب (٣٩١١) ، مسند أحمد (٢/٤٣٤) .
(٢) صحيح مسلم السلام (٥٣٧) ، سنن النسائي السهو (١٢١٨) ، مسند أحمد (٥/٤٤٧) .
(٣) أبو داود ٤\٢٣٥ برقم (٣٩١٩) ، والبيهقي ٨\١٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>