كل ميت في حفرة وحده، وهذا ما درج عليه المسلمون اتباعا لهدي نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وأما في حالات الضرورة عند حصول الحروب أو الأوبئة وتكاثر القتلى ووجود المشقة عند حفر قبر لكل واحد من المتوفين – فإنه يجوز جمع أكثر من ميت في قبر واحد للضرورة، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أحد في قبر واحد، ويقدم أكثرهم أخذا للقرآن إلى جهة القبلة، وفي (المسند) و (السنن) «أن الأنصار رضي الله عنهم جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يوم أحد فقالوا: أصابنا قرح وجهد فكيف تأمرنا؟ قال: احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر وقدموا أكثرهم قرآنا (١) » وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … نائب الرئيس … الرئيس
عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(١) سنن الترمذي الجهاد (١٧١٣) ، سنن النسائي الجنائز (٢٠١١) ، سنن أبي داود الجنائز (٣٢١٥) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٦٠) .