وإنما أدخلت الحجرة بعد زمن الخلفاء الراشدين في عهد الوليد بن عبد الملك في آخر القرن الأول من الهجرة النبوية، ولم يكن ذلك بمشورة أهل العلم.
وأما البناء الموجود على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم – فهو متأخر ومحدث ولعلهم بهذا الفعل قصدهم حماية قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ثانيا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يدفن صحابته وأهل بيته في مقبرة البقيع، وكان يسوي القبر ولا يزيد على ترابه ولا يرفعه أكثر من شبر، ولا يزين القبر ولا يجصصه ولا يبني عليه شيئا.
ثالثا: لا يوجد في المملكة مبان على القبور ولله الحمد، والعلماء في هذه البلاد ينهون عن البناء على القبور ويأمرون بتسوية القبور عملا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يأمرون بعدم رفع سنام القبر بحيث لا يزيد على شبر، وقد كان سلف هذه الأمة يوصي بعضهم بعضا بذلك، فعن أبي الهياج أن عليا رضي الله عنه قال له: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا صورة إلا طمستها (١) » رواه مسلم، وينهون عن الكتابة على القبور أو تزيينها؛ لأن ذلك يؤدي إلى الغلو في صاحب القبر، وذلك من وسائل الشرك ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى
(١) صحيح مسلم الجنائز (٩٦٩) ، سنن الترمذي الجنائز (١٠٤٩) ، سنن النسائي الجنائز (٢٠٣١) ، سنن أبي داود الجنائز (٣٢١٨) ، مسند أحمد (١/١٢٩) .