للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الميت بالسنة من المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وعمل بذلك صحابته وخلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم أجمعين، وذلك «بقوله - صلى الله عليه وسلم – في تعزية إحدى بناته بعد موت صبيها: إن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى وأمرها بالصبر والاحتساب (١) » . رواه البخاري ومسلم، وأي دعاء مشروع دعا به لهم جاز، مثل: (أحسن الله عزاءك وآجرك في مصيبتك وخلف لك خيرا) وذلك لما روت أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم (٢) » – رواه مسلم، ويقال لولي الميت، سواء في بيته أو في الشارع أو في السوق أو العمل.

ولم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أو عن صحابته الكرام أو خلفائه الراشدين أو أحد من الأئمة أنه جلس للعزاء خاصة، أو حدد يوما أو وقتا أو مكانا للعزاء، أو جمع الناس للعزاء، ولو كان ذلك يقرب إلى الله لبينه - صلى الله عليه وسلم -، وقد قتل عمه حمزة بن عبد المطلب، وقتل جعفر بن أبي طالب، وتوفي ابنه - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم، وتوفيت ابنته زينب، وتوفي من خيار أصحابه في عهده - صلى الله عليه وسلم – ثم توفي - صلى الله عليه وسلم – وله من المحبة الشديدة في قلوب المسلمين، وأصحابه أشد له حبا، فلو كان الاجتماع للعزاء


(١) صحيح البخاري الجنائز (١٢٨٤) ، صحيح مسلم الجنائز (٩٢٣) ، سنن النسائي الجنائز (١٨٦٨) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٨٨) .
(٢) صحيح مسلم الجنائز (٩١٨) ، سنن أبي داود الجنائز (٣١١٩) ، مسند أحمد (٦/٣٠٩) ، موطأ مالك الجنائز (٥٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>