للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعرف حكمه، وهو أن الواحدة منهن تغلو في محبة صديقتها وأختها في الله غلوا فاحشا، ومن صور ذلك الغلو أن تلبس مثل لبسها وتفديها نفسها، وتنقش اسمها على بعض الحلي، وتكثر من زيارتها، ولا بد لها من الاتصال بها يوميا، في مكالمات قد تطول وتتجاوز الساعة والساعتين، وقد تتأثر تأثرا شديدا إن لم ترها، وبزعمهن أن كل ذلك حب في الله تعالى. فنرجو من فضيلتكم بيان حكم ذلك، وإيضاح حقيقة الحب في الله من غيره، علما بأن كل ما ذكر واقع في مجتمع النساء والله المستعان.

ج ٢: الحب في الله من أوثق عرى الإيمان، والمتحابان في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحب في الله يعد عملا صالحا؛ لأنه محبة لمن يحبهم الله من الناس وهم الصالحون، والحب في الله سببه كون الشخص قائما بحقوق الله وحقوق عباده، متمسكا بشريعة الله، لا للحسب ولا للنسب ولا للجمال ولا للمال ولا لغير ذلك من المنافع الدنيوية، ومن علامة صدق هذه المحبة: أنه إذا وقع المحبوب في مخالفة أمر الله نقصت المحبة بحسب تلك المخالفة، وحل محلها البغض؛ غضبا لله تعالى، وتعظيما لحرماته، وأما الغلو في محبة الشخص وتعلق القلب به لذاته حتى لا يستطيع فراقه والإعجاب به إلى حد الغرام - فهذا ليس من المحبة في الله، بل ذلك خلل في التوحيد، والتفات في القلب

<<  <  ج: ص:  >  >>