فمسحوا بها وجوههم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان توجيه الرسول لهم أثناء تلك الحادثة، وهل يعد توجيهه لهم لصدق الحديث نهيا من أن يعودوا لمثلها، لأن مشايخ اليوم يريدون من مريديهم التبرك بماء الوضوء وغيره، ويرون ذلك أمام أعينهم ولا ينكرونه؟
ج ٧: إن ما ذكر في الحديث من أن الصحابة عندما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدعوا نخامته حتى تسقط بالأرض، بل يبادرون إلى أخذها، وأنهم يتمسحون بماء وضوئه. . إلخ - من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك لم يعمل الصحابة مثله مع غير النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم منا بمقاصد الشريعة، وأعظم اقتداء به صلى الله عليه وسلم، ولو كان مشروعا مع غيره وعاما في المشايخ ونحوهم من الوجهاء - لبادروا إلى الاقتداء به في ذلك. وعلى هذا لا يصح الاستدلال بهذه الواقعة وأمثالها على التبرك ببصاق مشايخ الطرق ونحوهم، ولا التبرك بسؤرهم وماء وضوئهم، وبهذا يتبين أن ما يتبعه المريدون مع مشائخهم من البدع المحدثة. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (١) » متفق على صحته.
(١) صحيح البخاري الصلح (٢٦٩٧) ، صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٦) ، سنن ابن ماجه المقدمة (١٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٢٥٦) .