ج ٢: هذه الأمور من جملة ضلالات الصوفية ولعب الشيطان بعقولهم، فإن هذه الأشياء من وساوس الشيطان وإغوائه ونزغاته التي فتنهم وأضلهم بها.
ولا يخفى أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأمره بفعل شيء أو ترك شيء أنه لا يبني على ذلك، لأن الله تعالى قد أكمل دينه وأتم نعمته فلم يبق من أمر الشريعة المطهرة ما يحتاج إلى إكمال، ليؤخذ مثلا من الرؤى والمنامات، وإن كان ما رآه موافقا للشريعة فهو تأكيد للأمر الشرعي وإعانة له عليه إن كان رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته.
أما إن رآه على غير صورته فإنها رؤيا غير صحيحة، بل هي من الشيطان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي (١) » ، فدل ذلك على أن من رأى النبي
(١) رواه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أحمد ١\ ٤٠٠، ٢\ ٢٣٢، ٢٦١، ٣٤٢، ٤١٠، ٤١١، ٤٢٥، ٤٦٣، ٤٧٢، ٥\ ٣٠٦، والبخاري ١\ ٣٦، ٨\ ٧١، ومسلم ٤\ ١٧٧٥ برقم (٢٢٦٦) ، وأبو داود ٥\ ٢٨٥ برقم (٥٠٢٣) ، والترمذي ٤\ ٥٣٧ برقم (٢٢٨٠) ، وابن ماجه ٢\ ١٢٨٤ برقم (٣٩٠١) ، وابن حبان ١٣\ ٤١٦، ٤١٧ برقم (٦٠٥١، ٦٠٥٢) .