للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أريد توضيحا كافياً عن صلاة التهجد وخاصة مسألة الشفع والوتر لأنني سمعت كثيرا بأنه لا صلاة بعد الوتر وهل لي أن أوخر الشفع والوتر أم الوتر فقط إلى ما بعد القيام؟

فأجاب رحمه الله تعالى: التهجد في الليل يعني القيام في آخر الليل بعد النوم والسنة في ذلك إذا قام الإنسان من نومه أن يذكر الله عز وجل ويقول (الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور) أو أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ثم يدعو بماء شاء ثم يقرأ قول الله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) (آل عمران: الآية١٩٠-١٩١) إلى آخر سورة آل عمران ثم يتوضأ ويستاك في هذا الوضوء وهو سنة في هذا الوضوء أوكد من غيره ثم يصلى ركعتين خفيفتين ثم بعد ذلك يصلى صلاة التهجد التي يطيل فيها ما شاء ثم يختمها بالوتر ركعة يختم بها صلاة الليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن كيفية صلاة الليل قال (مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى) هذه صفة التهجد أما الوتر فأقله ركعة وأدنى الكمال فيه ثلاث ركعات ووقته ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وهذا الوقت من صلاة العشاء يشمل ما إذا جمعت إلى ما قبلها فلو جمع الإنسان صلاة العشاء إلى المغرب وصلاها في وقت المغرب فإن وقت الوتر قد يكون دخل وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوقت المستحب للوتر فقال عليه الصلاة والسلام (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) ولكن لو أن الإنسان أخر الوتر بناءً على أنه سيقوم في آخر الليل ولم يقم حتى طلع الفجر فإنه لا يقضيه بعد طلوع الفجر إلا في النهار فإذا جاء النهار صلاه شفعا لا وترا فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث صلى أربعا وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس صلى ستا وإذا كان من عادته أن يوتر بواحدة صلى اثنتين لحديث عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم إذا غلبه نوم أو وجع يعني من صلاة الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة) .

***

<<  <  ج: ص:  >  >>