فأجاب رحمه الله تعالى: نقول في صلاة الضحى ما تبين لنا من الأدلة أنها سنة. سنة دائمة والعلماء رحمهم الله اختلفوا فيها لكن الذي أرى أنها سنة دائمة يفعلها الإنسان كل يوم لأنه لو لم يكن من ذلك إلا أنها تجزىء عن الصدقات التي تكون على كل سلامى من الناس كل يومٍ تطلع فيه الشمس فإن كل يومٍ تطلع فيه الشمس يصبح على كل عضوٍ من أعضاء الإنسان صدقة وأعضاء الإنسان ثلاثمائة وستون عضواً كل عضو يحتاج إلى صدقة منك في كل يوم تطلع فيه الشمس كما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام ولكنها ليست صدقة المال بل هي صدقة المال وغيره ففي كل تسبيحةٍ صدقة وكل تهليلةٍ صدقة وكل تحميدةٍ صدقة وكل تكبيرةٍ صدقة وأمرٌ بالمعروف صدقة ونهيٌ عن المنكر صدقة وإعانة الرجل على مهمته صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وكل قولٍ يقرب إلى الله صدقة وكل فعلٍ يقرب إلى الله صدقة وبسط الوجه صدقة وحسن الخلق صدقة كل هذه صدقات كل فعل الخير حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام (وفي بضع أحدكم صدقة) يعني الرجل إذا أتى أهله فهو صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال (أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر) يعني نعم يكون عليه وزر إذا وضعها في الحرام قال فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ثم أخبر النبي عليه الصلاة والسلام في حديثٍ آخر أنه يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى فلو لم يكن من فوائد المحافظة على صلاة الضحى إلا هذا الحديث لكان كافياً فأرى أن الإنسان يستمر عليها.