للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا مكان الدين والإيمان والحياة

المدينة هى ناشرة الرحمة للعالم ... وخيرها دائم خاصة لأهلها

فالذى يراها مرة يتحسر قائلا ... ليتنى أراها مرة أخرى فلقاؤها محبوب

هكذا انظر كم من مشكلات يحلها ذلك السلطان فمن الصعب أن يحلها العالم فى الحقيقة وإن كان لا ينكر ما خص به أهل مكة من مزايا مثل تضاعف الأجر والثواب فيها ومجاورة بيت الله الوهاب إلا أن أهل المدينة يرجحون ويفضلون على أهل مكة بسبب مجاورتهم وقربهم من حبيب رب العزة والطبيب المداوى قلوب أمته، وتؤيد الحكم السابقة ما قاله أحمد بن حنبل لما سأل أبو بكر بن حماد «يا أبا عبد الله! ما هو أولى والأحب بالنسبة لك المجاورة فى مكة المكرمة أم السكنى فى المدينة المنورة؟» قال له «المجاورة أولى وأحب بالنسبة للذين يختارون السكنى بالمدينة صابرين على مصائبها وبلاياها».

والقول المختار فى هذا الموضوع أن اختيار المجاورة فى أى من البلدين مستحب لحبه ذلك البلد ولما يوجبه من مزية زيادة الأجر والثواب، إلا أن الذين ذهبوا إلى أولوية المجاورة فى المدينة على مكة المكرمة كرهوا مجاورة مكة المعظمة (١) رغبو فى الإقامة فى المدينة الأمينة وأحبوها.


(١) إنما كرهها من كرهها لأمور، منها: خوف الملل، وقلة الحرمة للانس وخوف ملابسة الذنوب، فإن الذنب فيها اقبح منه فى غيرها.
انظر: شرح النووى على مسلم باب الترغيب فى سكنى المدينة كتاب الحج ٩٢٠/ ٤ ط‍.دار الغد العربى.

<<  <  ج: ص:  >  >>