وهذا المكان تحت إدارة أسرة ابن رشيد تحت إمرة وإدارة أمير نجد وأكثر مدن شمر شهرة وعمرانا مدينة حائل التى يبلغ عدد سكانها عشرين ألف نسمة، وقد اتخذها حاكم جبل شمر مقرا لإقامته.
وفى جبل شمر غير حائل أربعون قرية صغيرة وكبيرة. وإن كان عدد سكان هذه القرى يبلغ ثمانين ألفا إلا أن القبائل العربانية التى تحت إمرة شيخ جبل شمر تبلغ عشرين ألفا وهى قبيلة شمر وما يزال بعض منها يسكن تحت الخيم.
ولما كان المقال الذى كتبه السيد فضل باشا عن الجزيرة العربية يحتوى على بعض المعلومات النافعة فرأينا أن ندرجه هنا بأمر الباشا المشار إليه.
[مقال فضل باشا فى وصف جزيرة العرب]
مدن مكة المكرمة وصنعاء ودمشق والقاهرة عروش البلاد العربية. وبدخول هذه المدن تحت إدارة الدولة العلية دخلت تحت عداد الممالك العثمانية. ولما كانت الجزيرة العربية خالية من السلاطين والملوك فمشايخ العرب يدعون فى المنابر للسلطنة العثمانية السنية. وتعرف ذلك الدول الأخرى أيضا.
وعين هؤلاء المشايخ بأمر السلطان أو أوامر الولاة العظام. وهذه الأوامر محفوظة فى قلم الديوان العالى السلطانى ومن المعلوم لدى الواقفين على الأمور أن ما يحدث بين القبائل العربية من الحروب ومن الثورات والعلاقات مع الدول الأجنبية لا يخرجها من تحت تبعية الدولة العثمانية. ووسيلة معيشة أكثر العرب الذين يعيشون على السواحل هى التجارة بحرا، وسيد السمك واللؤلؤ والمرجان والتجارة البحرية وسيلة معيشة ما يقرب من أربعين ألف سفينة، وحمولة أكبرها عشرة آلاف كيلو وأصغرها تستوعب ألف كيلو. والسفن الخاصة بغواصى اللؤلؤ والصدف والمرجان وصيادى السمك خارج هذا الحساب، وأعلام أكثر تلك السفن حمراء وسبب ذلك عدم معرفتهم صفة علم الدولة العلية، وطواقم تلك السفن من الربان، والدليل، والملاحين والغواصين والآخرين كلهم من العرب. ورجال السفن التى تبحر فى البحر بين السويس والبصرة يتجاوز عددهم خمسين ألف شخص. وتقطع هذه المسافة فى ظرف خمسة عشر يوما.