الحرمين فى عهد أمراء بنى أمية والمنصور والمهدى وهارون الرشيد وسائر الخلفاء ومن جاءوا من بعدهم من ملوك السلف قد نالوا كثيرا من عطاياهم ونفحاتهم حتى أكرمهم الملوك بالثلج والبرد وألبسوهم خلعا كثيرة وصرفوا لهم آلاف الدنانير وبهذا أظهروا مآثر سماحتهم وجودهم، إلا أن هذه الهدايا والعطايا كانت تظهر كثيرة بالنسبة لعدد السكان. والآن قد تضاعف عدد سكان الحرمين خمس أو ست مرات بالنسبة للسكان الذين كانوا فى ذلك الوقت، وخصبت الصرر والرواتب لكل السنين ومن هنا فكل ما قدم سواء أكان أمراء بنى أمية أو خلفاء العباسيين أو ملوك آخرون لا يصل ما أعطوه إلى عشر معشار ما يقدمه الملوك العثمانيون.
[منقبة مولد النبى صلى الله عليه وسلم]
فى الليلة الثانية من ورود المحمل المصرى وبناء على الأمر السلطانى تتلى فى صحن مسجد السعادة منقبة مولد النبى صلى الله عليه وسلم؛ ويحضر فى هذا الاجتماع الميمون أمير حج المحمل المصرى والموظفون وأعيان المدينة وأهاليها. وهذا من مقتضيات النظام الموضوع. وتوقد كثير من الشموع. كما توقد أنواع البخور ويوزع على الحاضرين الحلوى والشراب. وبعد يومين أى بعد وصول المحمل إلى المدينة بثلاثة أيام أو أربعة يخرج الموكب المصرى من المدينة المنورة ويتجه إلى مصر ذات الأهرام فى حفاوة واحتفال.
[ورود المحمل الشامى]
وبعد أن يتحرك المحمل المصرى يأتى المحمل الشامى وينزل فى ميدان المناخة وفى الجهة الشمالية من جبل سلع حيث يستريح أفراده ما يقرب من عشرة أيام ويزورون الآثار المباركة.
[يوم الزينة]
يطلق على اليوم الثانى عشر من المحرم يوم الزينة وميقات الديون لدى أهل المدينة وسبب تسميته بذلك هو استطاعة أصحاب المرتبات والهدايا تسوية ديونهم فى خلال تلك الأيام.