وروى الإمام السهيلى الحديث الشريف الذى يقول «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا»(حديث شريف) وبهذا حكم على إيمانه بالنبى صلى الله عليه وسلم!! وذهب بعض المؤرخين إلى أن الملك الذى آمن قبل البعثة هو «تبع أبو كرب بن أسعد الحميرى» الذى علق الكسوة على الكعبة ووالده هو أبو كرب بن أسعد الحميرى ووفق قسم من المؤرخين بين الأقوال المختلفة قائلين «إن المنزل الذى وضع أساسه تبع واللوحة المذكورة انتقلتا إلى خالد بن زيد الأنصارى بطريقة ما، وقدم خالد منزله واللوحة إلى النبى صلى الله عليه وسلم ولهذا نال شرف ضيافة النبى عليه السلام. ومهما كان من الأمر فحقيقة الأمر يعرفها عالم السر والخفايا، وأن غرضنا من حكاية كل هذه الأقوال كان التحقق من تزيين تبع الحميرى للكعبة المعظمة بتعليق الكسوة عليها.
إن الملك تبع الذى اختلف المؤرخون فى اسمه وإيمانه وتجادلوا فيما بينهم كثيرا بخصوص هذين الموضوعين كما سبق ذكره فيما سلف ووصل إلى مكة المكرمة عند عودته من المدينة، وفى نفس اليوم طاف بالبيت وذبح أضحية وحلق شعره وأقام بمكة ستة أيام، وعلى قول آخر عشرة أيام، ودعا جميع أهل مكة إلى وليمة، وأسرع بعد الطعام بإلباس الخلع الغالية لبعضهم، وفى أثناء إقامته بمكة أمر فى رؤياه بكساء الكعبة المعظمة، وفى صباح تلك الليلة ألبس الكعبة كسوة مصنوعة من قماش يطلق عليه حصيف، ولكنه رأى فى رؤياه فى الليلة التالية أن يغير كسوة الكعبة بقماش أغلى من «الحصيف». وفى اليوم الثانى كسا الكعبة بقماش يقال له «مغافر» بعد أن أنزل الكسوة المصنوعة من الحصيف، ولكنه مع هذا رأى فى منامه فى الليلة التالية أن يغير كسوة الكعبة المصنوعة بقماش غالى الثمن ذى هدب وأغلق باب بيت الله بقفل وأنشأ يقول: