للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشكل السابع

[استطراد]

إن أسلافنا من المؤرخين تناولوا بالبحث الكيفية التى تم بها أمر إسماعيل بالذبح واختلفوا فى هذا الموضوع كثيرا ولكنهم بعد ذلك اتفقوا على كلمة واحدة، وقالوا: «إن بلوغ خليل الله إبراهيم الرابعة والثمانين من عمره دون أن يكون له ولد مما أحزنه وآلمه. ولذا توجه لربه قائلا: إذا أنعمت على بولد نجيب حليم-حتى لا ينقطع نسبى فلكنت أفديه طالبا رضاك وكان هذا نذرا منه ومن فرط‍ سعادته بولادة سيدنا إسماعيل ذا السعادة الباهرة غاب عن ذهنه أن يوفى النذر، وبعد ثلاث عشرة سنة من الواقعة اقتضى صدور الخطاب الإلهى تنفيذ إبراهيم نذره إذ قال الله سبحانه وتعالى: «يا إبراهيم كنت ستذبح إسماعيل قربانا فلماذا لا توفى بنذرك».

وتردد إبراهيم فى تصديق هذه الرؤيا وظل فى ذلك اليوم حتى المساء يفكر فى هذا الموضوع! لذا أطلقوا على اليوم المذكور يوم التروية».

وإن كان معنى التروية لغة التفكير إلا أنه قد اصطلح على أن يطلق هذا الاسم على اليوم الثامن وأخذ يفكر بعمق فى صباح تلك الليلة وكان اليوم التاسع من شهر ذى الحجة إسماعه الصوت الهاتف: «يا إبراهيم إن إبليس يبعدك عن طاعة الله، فقرر أن ينفذ أمر القضاء، وقد عرف أن الهاتف الإلهى يوحى له بإنفاذ الأمر، ولذا أطلق على هذا اليوم اسم «عرفة».واليوم الثالث وكان اليوم العاشر من ذى الحجة وأطلق عليه يوم النحر لأن إبراهيم عليه السلام بادر فيه بذبح فلذة كبده.

<<  <  ج: ص:  >  >>