للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظهر هذا الحيوان من الجانب الأيسر يتشاءمون منه، ويعتقدون أنه شر محض.

وكانوا يراقبون محط‍ الغربان ويتأملون صورة هبوطها على الأرض وكيفية صياحها. وإذا ما تحركت الغربان وفق ما يزعمون أنه خير يفرحون، ويبتهجون أما إذا لم تحط‍ الغربان فى الأماكن التى يريدون أن تحط‍ فيها أو إذا لم يصح كما يريدون تشاءموا من طيرانها وتحركاتها وهبوطها هنا وهناك ويغضبون ويطردونها من محطها بإلقاء الحجارة عليها.

وقد ظهر كهنة قبل البعثة المحمدية وأخبروا بنبوة محمد-صلى الله عليه وسلم-وصدقوا واعترفوا بهذه النبوة.

[حكاية]

مروية عن حضرة لهيب بن مالك (١) إذ قال: كان لقبيلتنا كاهن من أعلم كهنتها يدعى خطر فى ٣٨٠ من عمره، وعلى رواية تاريخ خميس فى ١٨٠ سنة من عمره.

وقد اجتمعنا عنده يوما وقلنا له يا خطر أخبرنا بأشياء بواسطة علم النجوم وسنعمل وفق ما تنبئنا به وقال إذا ما أتيتم غدا سأخبركم عن الخير والشر، وفى اليوم التالى ذهبنا إليه مجتمعين فى الفجر. فوجدناه فى هذه المرة واقفا منتصف القامة وقد فتح عينيه من الحيرة والدهشة، وركزهما نحو السماء فكأنه فى حالة الاحتضار.

ولما رأيناه واقفا ساكنا لا يحرك رموش عينيه اعتقدنا أنه قد مات، وناديناه قائلين: خطر، وأخيرا أشار لنا أن نمسكه من جانبيه فأمسكناه. وبعد مدة سقط‍ من السماء كوكب كبير كأنه طائر يحط‍ على الأرض بخفة.

حينئذ صاح خطر صيحة عالية وأخذ يتحدث بشدة وجد قائلا: أصابه وجع عظيم قد عجز عن الإتيان بالأخبار، وقد تشتت أفكاره المضطربة قد عاودته المشقة والصعوبة إلام ستنتهى حالته قد انقطعت حبال من كانوا يسترقون السمع وقد حزن.

وبعد ما وقف هادئا ساكنا فترة توجه نحونا وقال: يا أولاد بنى قحطان


(١) إن هذا الشخص من الأصحاب الكرام ومن قبيلة أزد التى تنتهى إلى لهب وقبيلة أزد من سكان اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>