أهالى المدينة رسم الولادة كما عرف فى الصورة الثالثة من الوجهة الثالثة، بأن يلقوا أولادهم حديثى العهد فى داخل هذه النافذة.
كان قد أخرجت خلال سنة ٥٥٤ من داخل مربع قبر السعادة جيفة هرة متعفنة، وبناء على الظن القوى أن تلك الهرة قد دخلت من تلك النافذة ولم تستطع الخروج فهلكت وتعفنت وحتى يزال أثر تعفن الجيفة الكريه قد ترك فى داخل المربع الشريف من تلك النافذة خشب شجرة الصندل الذى نقع بدهن الورد وهذه القصة تروى بين الأهالى بسند قريب من الصحة، حتى إن تعطير الحجرة المعطرة على هذا المنوال قد أخذ صفة العادة.
حتى إنهم فى زماننا-كما سبق تعريفه فى المكان الخاص-يعطرون نشارة كافية من شجرة الصندل بدهن الورد ويلقونها فى يوم معين داخل مربع قبر السعادة من تلك النافذة، وبعد سنة يستردون القديم ويضعون الجديد ويقتسمون القديم فيما بينهم، ومع ذلك فسواء عند استرجاع نشارة الصندل أو إلقائها لا يدققون النظر إلى داخل حجرة السعادة، وهذه الشبكة أى القفص الحديدى الذى يحيط بمربع قبر السعادة من جوانبه الأربعة يطلق عليه شبكة السعادة، ويقال لداخل هذه الشبكة الحجرة المعطرة، وينال الزوار الكرام مرامهم بزيارة قبر السعادة من خارج هذه الشبكة (١).
[بعض تفصيلات مهمة]
لما جاء الدور لتعمير قباب الروضة المطهرة صنعت ستارة خشبية عارضة فوق الأعمدة التى بين حدود الحجرة المعطرة والروضة المطهرة حتى لا يسقط تراب ولا تقع حالات تؤدى إلى عدم الرعاية والاحترام، ولم يحدث أن هتك العمال الذين يشتغلون فى هذا المكان ستارة الاحترام والأدب، فيعمل العمال فوق الستارة الممدودة بكل وقار وهدوء وينهمك العباد الذين فى داخل الروضة المطهرة فى
(١) وإن كان الزوار المتصفون بالجراءة يزورون الحجرة بالواسطة من داخلها إلا أن زيارتها من الخارج أولى تأدبا.