للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إخطار]

وليس الصندوق الذى يوضع فيه الصندل هو الصندوق الخاص بوضع المصحف الشريف عليه بل هو الصندوق الذى وضع بجانب أسطوانة السرير فى داخل المقصورة، وإن كان بعض الرواة يروون أن المصحف الشريف الذى يوضع فوق ذلك الصندوق هو المصحف الذى كان فى يد حضرة عثمان بن عفان حين استشهاده، إلا أن هذه الرواية غير صحيحة.

وبناء على قول ابن النجار أو بعض كتب تاريخ المدينة أن ذلك المصحف المنيف هو الذى أرسله الحجاج من الشام وكان قد وضع فوق الصندوق الذى أمامه المصلى؛ لأن مصحف الشهيد عثمان انتقل إلى يد ابنه خالد وظل فى يد أولاده من بعده.

وبناء على القول الذى نقله بعض مشايخ الشام لابن قتيبة أن المصحف المذكور نقل إلى أرض طوس فى فترة ما، كما ادعى الإمام مالك أن البلد الذى يوجد فيه ذلك المصحف غير معروف، مع أن ابن سلام قال: «إننى رأيت فى خزانة بعض الأمراء المصحف الذى تحدث عنه الإمام مالك حتى كان فى بعض أماكنه آثار دم وبهذا أراد أبو جعفر النحاس أن يرد رواية الإمام مالك وادعائه، إلا أن احتمال الحصول على ذلك المصحف المنيف بعد موت الإمام وإرساله إلى المدينة جائز ومن هنا فهناك نظر فى تخريج رواية الإمام مالك، وإن كان فى زماننا ثلاثة مصاحف فى كل من المدينة ومكة المكرمة ومصر وعلى الآية الكريمة:

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:١٣٧].

آثار دماء، إلا أن هذه المصاحف ليست المصحف الشريف الذى لطخ بالدم فى أثناء شهادة حضرة عثمان بل أنها مصاحف كتبت تقليدا لذلك المصحف والآية الجليلة لونت بلون أحمر فى لون الدم. وبناء على ذلك فالمصاحف الموجودة سواء أكانت فى المدينة أو مكة أو مصر باسم المصحف العثمانى فهى المصاحف التى أرسلها الحجاج إلى بلاد مختلفة، لأن عند استشهاد عثمان بن عفان كان

<<  <  ج: ص:  >  >>