للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حفر، سقية، أم أحراد، سنبلة، غمر]

هذه الآبار لا تعرف الجهات الكائنة بها، وبناء على الروايات التى تقول أن «حفر» هى البئر التى حفرها أمية بن عبد شمس وبئر بنى أسد «سقية» حفرها بنو أسد بن عبد العزى، و «أم أحراد» حفرها بنو عبد الدار، وسنبلة «بئر خلف بن وهب حفرها بنو جمح، و «غمر» حفرها بنو سهم لأنفسهم، وهذا يقتضى أن هذه الآبار موجودة فى عصر الصحابة.

وكانت الآبار الثلاثة المسماة «رم»، «خم» و «حفر» خارج مدينة مكة الشهيرة.

وقد أمر مرة بن كعب بن لؤى بحفر بئر رم. وكلاب بن مرة بحفر خم، وحذيفة بن غانم بحفر بئر حفر، وأصبح فى حكم العادة فى مكة أن يجلب كبراء قريش الماء الذى يشربونه من هذه الآبار.

وعند ما ظهر ماء زمزم وكان أصفى وأحلى من كل المياه، بدأ الناس فى الامتناع عن شرب مياه الآبار المذكورة ليس فقط‍ لعذوبة مائه ولكن لقرب موقعه أيضا.

وفى الواقع فإن بئر زمزم الشريف الذى هو أحلى من مياه كل الآبار والعيون؛ لأنه بئر سيدنا إسماعيل بن إبراهيم-عليهما السلام.

وعند ما توفى عبد مناف بن قصى انتقلت مهمة سقاية الحجيج الجليلة، وخدمة الرفادة إلى ابنه هاشم بن عبد مناف، قام هاشم بمهمة السقاية هذه على أكمل وجه طوال فترة حياته، وبعد وفاة هاشم بن عبد مناف أسندت هذه الخدمة إلى أمية بن عبد المطلب، وقد استمر فى القيام بمهمته حتى ظهور بئر زمزم الشريف.

وبما أن عبد المطلب كان يملك كثيرا من الإبل، فقد كان يحلب ألبانها فى موسم الحج ويمزج لبنها بالعسل، ويمزج ماء زمزم بالزبيب، يقدمه للحجاج ليشربوا منه ويرتووا. وعند ما توفى عبد المطلب بن مناف، انتقلت مهمة سقاية الحج إلى ابنه الأصغر عباس «رضى الله عنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>